حينما تكون قوتك الرّئيسية هي اسمك!
أهلًا وسهلًا بحضراتكم…
أولًا:
في سنة 1962م، شركة «جنرال موتورز» العالمية أطلقت عربية جديدة اسمها **”نوفا”**. العربية دي من كتر جودتها ومتانتها أطلقوا عليها لقب **”العربة الأسطورة”**، وحقّقت مبيعات هائلة وكسّرت الدّنيا.
بعد 10 سنين، في 1972م، قررت شركة “نوفا” تصدير العربية للأسواق الدولية، وكانت البداية في **أمريكا اللاتينية**، وبالتّحديد **المكسيك**، اللي اللّغة الأساسية فيها هي **الإسبانية**.
لكن هنا حصلت المفاجأة!
العربية **نوفا** مباعتش ولا سيارة واحدة هناك. ليه؟
اكتشفوا إن كلمة **”نوفا”** في الإسبانية تتكون من:
– **”نو”** يعني “لا”
– **”فا”** يعني “تسير”
فبالتالي، **نوفا** بقت معناها بالإسبانية: **”لا تسير”** أو **”لا تمشي”**.
تخيّل الموقف! كأنّي أنزل في الشّرق الأوسط مياة معدنية وأسميها **”مجاري”**! أكيد مش هيبقى عندك الجرأة تشربها.
والحقيقة إن ده شائع جدًا في التّسويق الدّولي لما شركة تختار اسم أو شعار وتقرّر تنزله في سوق مختلف، فيتم ترجمته بطريقة خاطئة أو يساء فهمه.
أمثلة تانية:
– شركة **سانوفي** لما نزلت دواء لالتهاب المفاصل باسم **”أرافا”** (Arava) في بعض الأسواق، قررت تغييره في مصر لأن **”أرافا”** باللهجة المصرية معناها **”المدافن”**! فالشركة غيّرت الاسم إلى **”إفارا”**.
– مثال تاني هو دواء **”سنافي”**، اللي هو منتج سعودي من شركة **سبيماكو**، بينافس الدّواء الأمريكي الشّهير **”سياليس”** (Cialis) وبنفس السّعر.
لكن المفاجأة كانت إن **”سنافي”** بقى رقم 1 في السّعودية. ليه؟
لأن في اللهجة السعودية والعربية القديمة، كلمة **”سنافي”** معناها **”الصّديق الوفي اللي بيدعم صاحبه في الأزمات”**. الاسم ده ارتبط نفسيًا بالجمهور، وخلّى المنتج يتفوّق على المنافس الأجنبي.
الخلاصة:
أصدقائي، لازم نكون حذرين جدًا في اختيار الأسماء والشعارات، سواء في الأسواق الدولية أو حتى المحلية. الاسم أو الشعار لازم ما يكونش فيه أي حاجة تتعارض مع ثقافة الجمهور اللي بنستهدفه.
**وتوتة توتة خلصت الحدّوتة.**