التسويق في خدمة الأوطان: تسويق السياحة
أهلًا وسهلًا بحضراتكم..
أصدقائي، كلّ حاجة في حياتنا محتاجة التّسويق حتى الدّول. بطل حدّوتتنا النّهار ده هو التّسويق في مجال السّياحة، والفرق في تسويق مصر والأمارات والأردن ولبنان وإيران والعراق وروسيا لنفسهم كمقصد سياحي.
البحرين:
الحقيقة اللي فتح ذهني إن أنا أفكّر في القّصة دي، إن أنا بتشرّف دلوقتي بالإشراف على رسالة الدكتوراه لأخ “عزيز” هو مدير أحد المطارات في الأمارات؛ وهو من الإخوة البحرينيين. فـ وإحنا بنفكّر في موضوع الرسالة قلت له: ثانية واحدة أنا أعرف إن البحرين معتمدة في السّياحة أساسًا على أخواتنا وأهالينا من السّعودية؛ لأنّ السّعودية زي ما حضراتكم عارفين لا كان فيها كافيهات ولا كان فيها شيشة ولا كان فيها سينمات، وكمان لأنّ بينها وبين الخُبَر في المنطقة الشرقية في المملكة جسر مدته عشر دقائق والدّخول ليها من غير باسبور وإنما بالهوية المدنية.
طب يا ترى بعد سياسة ولي العهد السّعودي الأمير “محمد بن سلمان” وانفتاح السّعودية ورؤية عشرين تلاتين؛ السّياحة أخبارها إيه في البحرين؟ وكما هو متوقع قال لي: إن السّياحة في البحرين أصبحت بتعاني من صعوبات كبيرة، وبذلك كانت هي دي عنوان رسالة الدكتوراه وهو: أثر الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي في السّعودية على السّياحة في البحرين.
ومن هنا يا أصدقائي ابتديت أفكّر وعايز حضراتكم تفكّروا معايا؛ يا ترى الدّول بتروّج لنفسها إزاي؟ وليه على الرّغم إن مصر فيها تلت آثار العالم إلّا إن العائد من السّياحة ضعيف جدًا؟
العراق وإيران:
وأنا بفكّر لقيت إخواتنا في العراق وإيران بيعتمدوا أكثر ما يعتمدوا على السّياحة الدّينية. حضراتكم عارفين إن المناسبات الشيعية -وهي أحد الطّوائف الإسلامية- في أحد السّنين وصل عدد زوار مرقد الإمام «الحسين» في كربلاء إلى عشرين مليون شيعي بيحجوا إلى كربلاء. طب وإيه كمان؟
الأردن:
وعلى الرّغم إن قيمة العملة الأردنية كبيرة جدًا -الدينار الأردني بخمسة ريال سعودي، بخمسة وعشرين جنيه مصري- إلّا إن الأردن مقصد سياحي، لمين؟ السّياحة العلاجية، برمال البحر الميت اللي بيقولوا إن ليها أثر جبّار على مرضى الرّوماتيزم لمّا يدفنوا ركبهم فيها.
لبنان:
هي كمان استغلت السّياحة العلاجية كويس جدًا. وأصبحت مقصد سياحي مُهم جدًا، لمين؟ زي ما حضراتكم عارفين، عمليات التّجميل من أول زرع الشّعر للرجالة، ومرورًا بحقن “الفيلر” و”البوتوكس” للسيدات.
أما روسيا وأوكرانيا وبولندا:
فمليانة سّواح وخصوصًا من العرب، وسواحها بيقيموا فيها فترات طويلة -ودي نقطة قوّة مهولة- وبتعتمد في ذلك على إنها بتقبل الطّلبة ذوي المجاميع المنخفضة جدًا في كليات زي طب الأسنان والطّب والصيدلة، يعني السّياحة التّعليمية.
فرص مصر:
ومن هنا يا أصدقائي نقدر نعرف مصر وكمّ الطّاقات وكمّ الفرص غير المستغلة فيها.
– رحلة العائلة المقدّسة لأخواتنا المسيحيين، ورحلة خروج بني إسرائيل وهروبهم -بدهب المصريين القدماء- أيام فرعون -سِفر الخروج في العهد القديم- آدي سياحة دينية.
– طربوش الأسنان اللي بيتعمل بره بخمس تلاف ريال بيتركب عندنا في مصر بألف وخمسميت1500 جنيه من الزّيركون -أعلى الأنواع- وزراعة الأسنان بـ خمس آلاف، وابتسامة هوليوود -إيماكس- بـ 2500 السّنّة. إحنا نقدر نشتغل على السياحة العلاجية كويس جدًا. وعشان كده المستشفى السعودي الألماني لمّا جت فتحت في مصر فتحت قدّام مطار القاهرة الدولي.
– أما السياحة التعليمية؛ فزي ما حضراتكم عارفين مصر فيها من تمانية وسبعين جامعة خاصة مُحترمة، وقيمة العملة المصرية الدولار بخمستاشر جنيه وشويّة. إذًا دي فرصة مهولة للسياحة التعليمية.
– أما الوضع الحالي؛ فمصر تعتمد بالأساس على السياحة الشاطئية في شرم والغردقة. وتستهدف السّياح الروس -معظم السائحين في مصر هم الروس الفقراء- اللي بيتعمل لهم تذكرة الطيران؛ بالإقامة في فنادق فايف ستارز؛ أوّل إنكلوسيف -فطار غدا عشا، وفي النّص مشروبات وسناكس- بتوصل لعشرين دولار في اليوم السياحي! وده اللي بيفسّر لنا يا أصدقائي ليه دخل مصر من السياحة شديد الانخفاض.
بينما دولة زي الإمارات فاعتمدت في السياحة بتاعتها أوّل ما طلعت على مهرجان التّسوق،
إيه ده؟ مهرجان التّسوق، يبقى للنّاس اللي معاها فلوس جامدة جدًا، ورايحين يقعدوا في فنادق عالية؛ يصرفوا مبالغ كبيرة تدر للحكومة ضرائب مُحترمة.
وهو ده الفرق أصدقائي ببساطة في كلمة واحدة (الشّريحة المُستهدفة). مصر استهدفت الكادحين من روسيا، أما الإمارات فاستهدفت الأغنياء اللي جايين يصرفوا فلوسهم على الدّلع.
وتوتة توتة خلصت الحدّوتة.