**تسويق «الجوريللا»! كيف تستغل تألق المنافس لتحقق أرباح مهولة؟**
أهلًا وسهلًا بحضراتكم..
أصدقائي الأعزّاء، بنسمع كتير جدًا عن «الجوريللا» ماركتنج -ويرسموها على شكل “غوريلا”- ولكن طبعًا «الجوريللا» معناها الميليشيات. وتعريفها ببساطة يا أصدقائي في كلمتين: هي إعلان بطريقة غير تقليدية.
والحقيقة إن «الجوريللا» ماركتنج ليها أنواع عديدة جدًا زي مثلًا:
– **الإستريت ماركتنج**
– **الأمبيانت ماركتنج**
والاتنين إعلانات مُلفِتة زي ما حضراتكم شايفين، إعلانات مميّزة جدًا، بس الإستريت في الشّارع والأمبيانت جوه المحلات التّجارية.
– **الفايرال ماركتنج (الفيروسي)**: ده اللي بينتشر بسرعة جدًا، ويسموه: باز ماركتنج.
– **الدّيكوي ماركتنج (الفخ)**: إن أنا أنزّل علبة فشار صغيرة جداااا بسبعة جنيه، والعلبة الكبيرة أووي بعشرة جنيه! فتبص حضرتك تلاقي ما فيش فرق في السّعر؛ فتاخد الكبيرة طبعًا.
– **الجراس روت ماركتنج (من الجذور الصّغيرة)**، و**الأستروتيرفنج (التّوصية المزيفة)**.
ما علينا، بطل حدّوتتنا النّهار ده أصدقائي هو النوع السادس من أنواع «الجوريللا» ماركتنج -أنا شخصيًا بعشقه- واسمه **«Ambush Marketing»** ويعني الهجوم المباغت على المنافس من حيث لا يتوقع، أو استغلال أحداث المنافسين عشان بالبلدي أبرشط عليها -أبوظها- وآخد رصيد رائع لنفسي.
– ومن أشهر هذه الأمثلة لما كانت «آيفون» بتطلق النسخة الجديدة من تليفونها والأمريكان واقفين طوابير مستنيين منفذ البيع بتاع «آيفون» يفتح عشان يشتروا النسخة الجديدة.
لنفاجأ بشركة تليفونات «هواوي» الصينية -اسمها «واوي» على فكرة- بتوزع بور بانك مكتوب عليه اسمها على الناس اللي مستنيين نسخة «آيفون» الجديدة، ومكتوب عليه “سوف تحتاجون إليه!” في إشارة إلى إن بطاريات «آيفون» بتخلص بسرعة، وبيحتاج شحن متكرر، وما بتتغيرش (وطبعًا «آيفون» متعمّدة ده، عشان تضمن إن الناس هتشتري الإصدار الجديد اللي بيطلع كل سنة).
– شركات السّيارات بتعمل القصّة دي بصورة مختلفة: زي ما حضراتكم شايفين إن الشركة تبقى حاطّة إعلان، فتجي الشركة المنافسة تروح معلّقة الآوت دور -إعلان الشّارع- فوقيها.
– فبقت الشركات تاخد بالها؛ وتاخد إعلان في مكان مفيش حواليه أماكن فاضية لإعلانات تانية! وده اللي خلّى نوع جديد من «الجوريللا» ماركتنج يطلع واسمه: **«جوريللا» ادفيرتايزنج بروجيكشن**. الإعلان الممتد، زي ما حضراتكم شايفين إن أنا بعمل الإعلان بتاعي على واجهة عمارة ببروجيكتور -جهاز عرض- وده بيبقى اضرب واجري، لإنه طبعًا ما بيبقاش مدفوع الأجر بشكل قانوني للحكومة.
أما سرّ عشقي لهذا النوع فإن أنا كنت بقدّم استشارة تسويقية للإخوة المسئولين عن «معرض يخوت دبي» وده تاني أعظم معرض لـ «اليخوت» حول العالم؛ بعد معرض “فيرا” برشلونة. السنة اللي قبلها كان «دبي بوت شو» صارف خمسين مليون دولار -بحسب إحصائيات موقعه الرسمي- على الإعلانات والعديد من وسائل التواصل والدعايات والترويج؛ لاستقطاب أثرى أثرياء العالم عشان يتفرجوا على «اليخوت» ومستلزماتها كمان زي جهاز تحديد المواقع “جي بي أس” وتلاجات «اليخوت» ومولّدات الكهرباء، لدرجة إنهم صرفوا عليها ملايين الدولارات.
وبعد تحليلهم للزوار؛ طلع إن حوالي نص زوار معرض «دبي بوت شو» كانوا حاضرين «فيرا برشلونة» قبله، أغنياء بقى وبيتفسحوا باليخوت، عقبالي وعقبالكم. فقلت لهم: طب ليه ما نعملش «الأمباش» ماركتنج؟ هتهاجم فينا برشلونة، إزاي؟! ده مستحيل يسمحوا لك تخشّ إزاي تعلن عندهم! بسيطة، أوصل لزوارهم عبر تقنية **«LBA» -لوكيشن بيزد أدفيرتايزنج** (الرّسائل القصيرة لزوار موقع محدّد)، واللي بتعتمد على التّعاقد مع شبكات المحمول والجوال في البلد، علشان أي حدّ يخشّ موقع معين؛ توصله رسالة على الموبايل، زي ما حضرتك بتدخل مول؛ تلاقي جت لك رسالة على الموبايل: “أهلًا بك في المول الفلاني، شرفونا بالزيارة في الدور الثاني، محل كذا عامل خصم كذا%”
وفي الحالة دي تضمن حضرتك إنك توصل للخمسين ألف زائر اللي بيزوروا -عبر الأسبوع- معرض «فيرا برشلونة» بخمس تلاف دولار، مش بخمسين مليون دولار!
أصدقائي الأعزّاء، قمّة الذكاء إن حضرتك تستغل الأحداث اللي المنافس فاكر إنها هتكسّر الدنيا، عشان تركب عليها، وتاخد النجاح لنفسك، وتستفيد من عملاؤه بأبسط وأقلّ تكلفة ممكنة.
وتوتة توتة خلصت الحدّوتة.